طالب يقتل أستاذه بـ20 طعنة خنجر

في سابقة خطيرة داخل الحرم الجامعي بمستغانم
طالب يقتل أستاذه بـ20 طعنة خنجر

اهتزت جامعة عبد الحميد بن باديس في ولاية مستغانم، صباح أمس، على وقع جريمة بشعة راح ضحيتها الأستاذ بن شهيدة محمد، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى بعد تلقيه 20 طعنة خنجر وجهها له طالب جامعي
على مستوى الوجه.
تنقل أمس وزير التعليم العالي، رشيد حراوبية، رفقة مسؤولين من الوزارة إلى ولاية مستغانم إثر مقتل رئيس قسم الإعلام الآلي على مستوى جامعة عبد الحميد بن باديس، على يد طالب يدرس في نفس القسم إثر خلاف دار بينهما بسبب عدم حصول الجاني على نقاط تؤهله لاجتياز السنة الثالثة، حيث نشبت مشادات كلامية بينهما انتهت بإخراج الطالب لسكين قبل أن ينهال على أستاذه البالغ من العمر 57 عاما.
وحسب مصدر مسؤول من الجامعة، فإن الطالب وجه أكثر من عشرين طعنة إلى الضحية الذي سقط أرضا قبل أن يتم نقله على جناح السرعة إلى المستشفى، غير أن الضحية لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروحه البليغة. وتقول مصادرنا إن مصالح الأمن باشرت فورا تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادث، فيما تنقل وزير التعليم العالي على جناح السرعة رفقة مسؤولين من نفس القطاع وكذا ممثلي النقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين، حيث أمر بتنصيب لجنة داخل الجامعة للتحقيق في الحادث الأول من نوعه.
وفي هذا الإطار قال ممثل النقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين، مسعود عمارنة، بأنه لا يمكن أبدا التسامح مع مثل هذه الانحرافات الخطيرة خاصة داخل الجامعة، مؤكدا بأن الأسرة الجامعية ترفض مثل هذه الظواهر الغريبة والخطيرة، حيث تقرر، يضيف، عقد دورة استثنائية للمكتب الوطني الأربعاء المقبل تكون متبوعة بدورة للمجلس الوطني لمناقشة هذه التطورات الأخيرة في انتظار عقد لقاء مع الوزير حراوبية خلال الأيام القليلة القادمة.
من جهته، قال المنسق الوطني لمجلس أساتذة التعليم العالي، عبد المالك رحماني، إن جريمة الأمس تكشف مرة أخرى عن سوء تسيير داخل الجامعة، سواء تعلق الأمر بالجانب الإداري أو البيداغوجي، كما أن مثل هذه الانحرافات تؤكد حقيقة أخرى هي أن الجامعة الجزائرية تشتكي، يضيف، انعداما كليا للأمن بدليل الحوادث التي تم تسجيلها في الفترة الأخيرة على غرار ما حصل العام الماضي في جامعة باب الزوار، إثر مقتل طالبة على يد زميل لها في نفس الكلية، وكذا حادثة وفاة أستاذ ومدير دراسات في جامعة الجلفة خلال احتجاج للطلبة، حيث منع من دخول مكتبه قبل أن يقوم الطلبة بدفعه، مما تسبب في مقتله.
الأساتذة مرغمون على تضخيم النقاط أو يعتدى عليهم
وفي ظل هذه الظروف أصبح الأساتذة خاصة النساء منهم مرغمين على تضخيم كشف النقاط تجنبا لاعتداء من هذا النوع، على اعتبار أن عددا كبيرا من الطلبة يعتبر الامتحان الاستدراكي بشكل خاص مجرد إجراء شكلي يمكنه آليا من اجتياز العام.
وقال عبد المالك رحماني إن النقابة التي يمثلها ستطلب لقاء مستعجلا مع الوزير حراوبية لمناقشة هذه التطورات الأخيرة والبحث عن حلول جماعية بإشراك المنظمات الطلابية.
واستنكر المكتب الوطني للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين حادث الاعتداء الذي تعرض له الأستاذ بن شهيدة محمد، رئيس قسم الإعلام الآلي بجامعة مستغانم، وتسبب في وفاته.
وعبر الاتحاد، في بيان له، عن أسفه لهذا الحادث الذي يعتبر سابقة خطيرة داخل الحرم الجامعي داعيا إلى اتباع أسلوب الحوار في التعامل بين أطراف الأسرة الجامعية.

نقلا عن الخبر ليوم 19/10/2008