بسم الله الرحمن الرحيم ...
نشأ علم الاجتماع منذ فترة ليست بالقصيرة فهو علم اصيل متأصل ، وتعود اصول تسميته بهذا الاسم الذي يعرف عليه الى الفرنسي اوجست كونت
( 1798-1857) وان كان اول من سبر غور هذا العلم وخاض فيه كما هو معروف ومتعارف عليه هو العالم العربي المسلم ابن خلدون...
ومن اسمه هذا فلا شك بانكم قد استنتجتم بان هذا العلم يُعنى بدراسة المجتمعات والجماعات ، او حتى مدينة او قرية او مجرد الاسرة فقط فكلها في نهاية الامر جماعات بحجوم وتفرعات مختلفه..
ويعنى علم الاجتماع بدراسة الظواهر الاجتماعيه التي تنشأ عن وجود الانسان في مجتمع وتلك احدى صفاته الاساسية حيث ان فطرته تدفعه الى البحث عن الجماعة والعيش ضمنها والاستقرار فيها، وبالتالي فان هذه المعيشة سيترتب عليها قيام علاقات مختلفة بين الافراد وبين الجماعات على حد سواء ، لذا يعني علم الاجتماع كذلك بدراسة هذه العلاقات ، كما يهتم علم الاجتماع بدراسة الظواهر التي تنشأ عن ذلك التفاعل الحاصل بين الافراد والجماعات وتلك الظواهر كثيرة عديدة ، فهي اما ان تكون لغوية ، او تشريعية ، أو اخلاقية ودينية ، او اقتصادية ، او تربوية ، او جمالية او حتى معمارية ...
ليس من الغريب اذن ان يتفرع علم الاجتماع حسب الظواهر الاجتماعية ايضاً ، فهنالك علم الاجتماع التربوي والاقتصادي والنفسي والسياسي والطبي وحتى الريفي والحضري ، وتتفق جميع هذه الفروع في نقاط اساسية وهي:
1- دراسة السلوك الانساني من حيث موضوعات السلوك واتجاهاته ونتائجه ...
2- دراسة المجتمعات الانسانية : أي دراسة الجماعات الاجتماعية والروابط وانواع التجمعات والعمليات الاجتماعية الحاصلة فيها والتفاعل والثقافة والشخصية والتغيير والبناء والتنمية..
نصل الان الى تعريف علم الاجتماع بعد هذه المقدمة التي ذكرناها آنفاً ، ونبدأ اولاً بتفسيرات لبعض من برزوا في هذا المجال تحديدا ..
اطلق ابن خلدون على هذا العلم منذ البداية مسمى ( علم العمران البشري ) وقد عرفه بقوله
"انه علم المستقبل بذاته يتناول بالدراسة والتحليل كل ما يلحق بالحياة الاجتماعية من تغييرات ويدرسها الواحدة تلو الاخرى "
اما اوجست كونت والذي يعتبره الغرب مؤسس علم الاجتماع فقد كان تعريفه التالي
"هو العلم الذي يدرس ظواهر المجتمع ومشكلاته دراسة علمية وموضوعية كغيره من العلوم الاخرى في حالتها الساكنة والمتحركة ، وما يطرأ عليها من تغييرات وما يترتب على ذلك من اثار بهدف الكشف عن القوانين الاجتماعية التي تحكم هذه الظواهر والنظم "
ولدينا دوركايم ايضاً وتعريفه الذي يقول فيه
" انه العلم الذي يطبق على المشكلات الاجتماعيه والذي يدرس الظواهر الاجتماعية دراسة موضوعيه ويعتبرها ويتعامل معها كأشياء"
واخيراً لدينا تعريف الدكتور المصري مصطفى الخشاب حيث يقول
" انه دراسة المجتمع في ظواهره ونظمه وبيئته والعلاقات بين افراده دراسة عملية وصفيةً تحليلة ، والغرض منها الوصول الى الوظيفة الاجتماعية التي تؤديها هذه الظواهر والنظم والقوانين التي تحكمها"
ونخلص في النهاية الى ان نخرج بتعريف مقترح لعلم الاجتماع فنقول
هو العلم الذي يدرس الظواهر والعلاقات الاجتماعية دراسة علمية لنتوصل الى استنباط القوانين والقواعد التي تخضع لها هذه الظواهر في ظهورها وتطورها وحتى اختفائها